صعود أسهم التكنولوجيا يعزز الأسواق العالمية رغم تحديات كوفيد-19

شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرائدة ارتفاعًا ملحوظًا في مستهل تعاملات الأمس، مدفوعة بصعود أسهم شركات التكنولوجيا، وعلى رأسها شركات تصنيع الرقائق، وذلك في أعقاب توقعات أرباح قوية من شركة "ميكرون". كما تعززت المعنويات الإيجابية بفضل التفاؤل السائد بشأن آفاق النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.
ووفقًا لـ "رويترز"، قفز مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 73 نقطة، أي ما يعادل 0.22 بالمائة، ليصل إلى مستوى 33054.58 نقطة. كما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 19.9 نقطة، أو 0.50 بالمائة، مسجلًا 3992.78 نقطة. وصعد مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 1.26 بالمائة، ليبلغ 13414.325 نقطة، محققًا مكاسب قوية.
في المقابل، بدأت الأسهم الأوروبية تعاملات الربع الجديد من العام بمكاسب طفيفة، حيث طغت المخاوف بشأن احتمال اندلاع موجة جديدة من جائحة كوفيد-19، بالتزامن مع فرض فرنسا إجراءات إغلاق عام هي الثالثة من نوعها، على التفاؤل بشأن خطة الإنفاق الجديدة التي أعلنت عنها الحكومة الأمريكية.
وارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.2 بالمائة، ليترنح بالقرب من أعلى مستوياته على الإطلاق، متخلفًا بثلاث نقاط فقط. وأنهى المؤشر القياسي الربع الأول من العام بزيادة قدرها 7.7 بالمائة، مسجلًا بذلك مكاسب للربع الرابع على التوالي.
شهدت أسهم شركات الرقائق الأوروبية، بما في ذلك "إيه.إس.إم.إل" و"إيه.إس.إم.آي" و"إنفينيون تكنولوجيز" و"بي.إي" لأشباه الموصلات، ارتفاعات ملحوظة تراوحت بين 1.8 بالمائة و4.4 بالمائة بعد أن أصدرت شركة "ميكرون تكنولوجي" الأمريكية توقعات متفائلة للإيرادات.
وفي سياق متصل، كشفت شركة "تي.إس.إم.سي" المتخصصة في صناعة الرقائق عن عزمها استثمار مبلغ ضخم قدره 100 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة بهدف تعزيز الطاقة الإنتاجية في مصانعها.
في المقابل، تعرضت أسهم شركات البيع بالتجزئة والسفر في فرنسا لضغوط ملحوظة في أعقاب التدابير الأخيرة للإغلاق العام. ارتفع سهم مجموعة أكور الفرنسية للفنادق بنسبة 0.3 بالمائة، بينما تراجعت أسهم شركات تقديم خدمات الطعام "سوديكسو" و"إليور" بنحو 2 بالمائة.
وعلى الصعيد الآسيوي، ارتفعت الأسهم اليابانية في تعاملات الأمس، حيث أقبل المستثمرون على شراء أسهم الشركات المرتبطة بأشباه الموصلات في أول أيام السنة المالية الجديدة، مدفوعين بآمال حيال تحقيق الشركات نتائج أعمال قوية.
وأغلق مؤشر نيكاي القياسي مرتفعًا بنسبة 0.72 بالمائة ليغلق عند مستوى 29388.87 نقطة، في حين ارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بنسبة 0.19 بالمائة إلى 1957.64 نقطة.
وقاد قطاع التكنولوجيا مسيرة التقدم بعد أن توقعت شركة ميكرون تكنولوجي الأمريكية لصناعة الرقائق تحقيق إيرادات تتجاوز توقعات المحللين في الربع الثالث. وأشار تاكاشي هيروكي، كبير الخبراء لدى مونيكس للأوراق المالية، إلى أن أداء أسهم التكنولوجيا اليابانية يعكس التطورات التي شهدتها نظيرتها في الولايات المتحدة.
تعززت المعنويات في اليابان بعد أن أظهر مسح تانكان الذي أجراه بنك اليابان المركزي عودة ثقة الشركات إلى المستويات التي كانت عليها قبل بداية جائحة كوفيد-19.
ارتفع سهم "طوكيو إلكترون" بنسبة 4.68 بالمائة، وبلغ خلال الجلسة أعلى مستوياته على الإطلاق، حيث تلقت الأسهم المرتبطة بأشباه الموصلات في اليابان الدعم من التوقعات الإيجابية لـ "ميكرون" بشأن المبيعات والمكاسب التي حققتها أسهم التكنولوجيا الأمريكية.
علاوة على ذلك، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم أمس الأول أن "ميكرون" و"ويسترن ديجيتال كورب" تدرسان بشكل منفصل صفقة محتملة لـ "كيوكسيا هولدينجز"، والتي قد تقدر قيمة شركة أشباه الموصلات اليابانية غير المدرجة بنحو 30 مليار دولار.
ويرى محللون أن المستثمرين يقبلون على شركات صناعة أشباه الموصلات بسبب أن النقص العالمي في الرقائق المطلوبة للجيل القادم من السيارات الكهربائية والهواتف الذكية المتطورة يشير إلى أن الطلب سيظل قويًا لفترة طويلة.
ارتفع سهم "أدفانتست" لصناعة معدات تصنيع الرقائق بنسبة 4.13 بالمائة، بينما ربح سهم "سكرين هولدينجز" 6.06 بالمائة، مسجلين مكاسب قوية.
في المقابل، كان أداء سهمي "ميتسوي آند كو" و"ريكروت هولدينجز" هو الأسوأ على "توبكس 30"، حيث انخفض الأول بنسبة 2.41 بالمائة وتراجع الثاني بنسبة 2.26 بالمائة.